شعبان عبدالرحيم : الرجل فى زمن المخنثين .
بقلم / محمود القاعود
شعبان عبدالرحيم ، مواطن مصرى بسيط ، عاش حياة شاقة مليئة بالمصاعب ، عمل مكوجياً لمدة طويلة من حياته ، لا يُجيد القراءة ولا الكتابة ، امتهن الغناء الشعبى ، لولا قناة ال cnn" " الفضائية الأمريكية التى قدمت للمشاهدين تقريراً عنه فى عام 2000م بسبب أغنية " أنا بكره إسرائيل " لولا ذلك لظل شعبان عبدالرحيم مثله مثل باقى الذين يحترفون غناء الأرصفة والحوارى والأفراح الشعبية ، ولا يسمع بهم إلا سكان مناطقهم التى يعيشون فيها .
يكاد يكون " شعبولا " هو المغنى الوحيد فى العالم العربى الذى يُعبّر عن آلام الناس ومشكلاتهم ، يغنى شعبولا لكل قضية تُثير انتباه الرأى العام أو تمثل اعتداء على الأمة ، وفوق ذلك فإنى أراه أرجل وأشجع من جميع حكام العالم العربى .
كم أحببت هذا " المكوجى البسيط " الذى قام بمالم يقم به حاكم عربى أو سفيه يُجرّح فى عبادالله وهو يضع ساقاً فوق ساق وليس له أى أثر على الإطلاق .. وكم أحببت شعبان عبدالرحيم ، حينما اعترض على بذاءات وتطاولات وسفالات الصحيفة الدنماركية المغمورة التى تطاولت على قدس أقداسنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، كانت الكلمات التى غنّاها شعبان ، قوية ومؤثرة ، وتُعبر عن نبض الشارع الإسلامى كله ، وكلما تذكرت هذه الأغنية أقول لله درك يا شعبان ! تأملوا هذه الكلمات التى غناها شعبان اعتراضاً على وقاحات أعداء الإسلام :
(( خلصنا الصبر كله وبرضه مفيش حلول .. أهى وصلت الإهانة للدين وللرسول .. رسول الله محمد وإمام الأنبياء .. عايزين يهزوا صورته السفلة الأغبياء .. كل الأنبياء عارفينه وقابلوا بعضهم .. ساعة ماصلى بيهم فى القدس كلهم .. مش كل مرة نسكت على أى كلام يقولوه .. ماسابوش الدين فى حاله والمصحف دنسوه .. كل الأديان بريئة من اللى هانوا النبى .. عشان دى ناس مجنونة أكبر مافيهم غبى .. لو يقرا عن محمد هيعرف هو مين .. رسول الإنسانية الصادق الأمين .. رب العباد أمرنا نشهد للنبى ونقول .. لا بأى دين كفرنا ولا حتى بأى رسول .. الدنمارك هى عالم حتى بتوع العجول .. مين دول علشان يقولوا كلام على الرسول .. برئ إسلامنا منهم وكلامهم الكداب .. إسلامنا دين محبة مش ظلم ولا إرهاب .. فى النار هتبقوا لمة مع بعض كلكم .. والولعة فى كل يمّة هتحرق وشكم .. هقول ومش راح اسكت والناس هتقول معايا .. عايزين مقاطعة شاملة وبرضه مش كفاية .. لو كل الناس هتسكت فى رب اسمه الحسيب .. عايزين عمل إيجابى فى خدمة الحبيب )).
هذه هى الكلمات التى تغنى بها " المكوجى الصعلوك الأمى " ورددتها من خلفه أمة الإسلام التى جُرحت مشاعرها وأُهينت كرامتها بسبب قذارة وبذاءة أعداء الإسلام واستهزائهم بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .
أليس هذا المكوجى أشرف ألف مليون مرة من الذين ينتقدونه ويعيبون عليه أنه " مكوجى " و " صعلوك " و " أمى " ؟؟
هل استطاع حاكم عربى واحد أن يقول ما قاله شعبان عبدالرحيم فى تلك الأغنية ؟؟
هل استطاع أحد أدعياء الثقافة أن يتفوه بأى شئ مما يقوله شعبان عبدالرحيم ؟؟
إن كان هذا الكلام الذى غناه شعبان يُعتبر جهلاً ، فأنا أول الجاهلين .. ولكن الحقيقة أن شعبان عبدالرحيم غنى وعبر عما يجيش بصدور المسلمين من المرارة التى شعروا بها بعد التجاوزات السفيهة للصحيفة الدنماركية المغمورة .
ولم يتوقف أمر شعبان عند الدفاع عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، بل نجده حاضراً فى جميع الهموم التى تحل على العالم العربى ، فكانت بداياته أغنية " أنا بكره إسرائيل واقولها لو أتسأل وإنشالله أموت قتيل أو أخش المعتقل " ، كذلك فقد غنى لفلسطين والعراق ، وهاجم أمريكا ، وغنى لدارفور ، ولفتح وحماس ، وغنى محذراً من مرض " جنون البقر" ومحذراً من شرب التبغ " حابطل السجاير وأكون إنسان جديد ومن أول يناير خلاص هشيل حديد " كذلك فقد غنى للسكة الحديد ، وكثرة اصطدام القطارات وماينتج عن ذلك من إزهاق للأرواح .
فشعبان عبدالرحيم حاضر فى قضايا أمته ومهتم بالشئون الداخلية لبلده أو للبلدان المجاورة ، أما من يقول كيف لهذا الصعلوك أن يُحل المشاكل المستعصية ؟!
نقول : وماذا يُضيرك ياهذا إن عبّر " صعلوك " عن رأى الجماهير العريضة ، هل الأغنية تُتعبك إلى هذه الدرجة التى لم يسبق لها مثيل ، أم أنه الحقد على مصر أنها أنجبت شعبان عبدالرحيم الذى أثبت أنه أرجل من الكثيرين وجعل الجماهير العربية تلتف حوله ليُعبّر عما يدور بمكنون صدورهم ؟
شعبان عبدالرحيم : نحن نحترمك ونُقدرك فأنت فى القلب منذ أن دافعت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وأنت الرجل فى زمن المخنثين ، فلا تعبأ بجاهل جهول يعترض عليك حسداً من عند نفسه .
ولله فى خلقه شئون .
Moudk2005@yahoo.com